في ذاكرة العجين (١)

Image from net

ماهي قصتك مع أول عجين لمسته بداك!؟ أتخيل اننا متشابهين و متقاربين في التجارب، اتخيل ان كل شخص لديه قصته الخاصة مع أول خبز/مناقيش/فطائر، لاننا نعرف بالتجربة انه مو كلنا “نسويها صح”.

أكيد الان٫ مع الانترنت صار تعلم كل حاجة أكثر سهولة، لكنها تحتاج وقت، في الحقيقة تعلم تطوير مستوى مخبوزاتي تطلب احساس بالشعور بالألم والتساؤل “ليش مخبوزاتي مو فنانة!؟” ومن ثم البحث، ثم تكرار المحاولة إلى أن تنجح.

اول مرة اكتشفت هالصعوبة كانت في بيتي، قبل بيتي كان العجين لغز محير غير مفهوم أساسا، استمتع بالتجربة لكن غير متأكدة “اش بيصير بين يدي” ملامسة هذه الكتلة ومحاولة تجميعها فيها متعة خاصة. لما استخدم يدي للعجن عند نقطة معينة امي تقولي “اصبري عليها شوية تتماسك”، في أوقات كثيرة كانت ما تتماسك واضطر أزيد الدقيق، ثم أشعر بقسوتها وأرجع أضيف الماء مجددا!!

وحدة من ألغاز الخبز كانت ” الخبز حجمه الكبير” او ” ارتفاع البيتزا بحجم ارتفاع كيكة” هل صادفت هذه المشكلة؟! مضحكة، مزعجة، وغير مفهومة؛ عند هذه النقطة نشعر بالألم، لكن مجددا بعد التعلم، تتعلم انه بعض المخبوزات مثل البيتزا تحتاج فرن ساخن جدا وتحل المشكلة.

أول مرة استخدمت جهاز ” عجانة ” كان في بيتي – حسب ذاكرتي- كانت عجانة كيتيشن ايد نوع كلاسيك – وللان استخدمها- حاولت استخدمها لعجن العجينة، لكن دائما ما شعرت انها أكثر طراوة، لذلك اضعها على سطح العمل واكمل العجن باستخدام يدي؛ وكنت افكر، المشكلة فيني ولا في الوصفة ولا في العجانة!؟ إلى أن جربت عجينة إلهام في وصفة فطائر، اتبعت نفس المقادير واستخدمت نفس نوع الدقيق وكانت أول مرة تتماسك العجينة بهذه السرعة، كنت سعيدة جدا جدا.

وحدة من التجارب اللي أتذكرها للآن، هي تجربة صنع خبز البطاطس، استخدمت طريقة ١٥ ثانية، وما نجحت ابدا، اضفت الخليط في وعاء العجن واستمريت أعجن وأضيف دقيق و أعجن وأضيف دقيق، وفي النهاية حصلت على خبزات ثقيلة وحجمها كبير، شعرت بحرج واحساس بالفشل، كنت متحمسة للنتيجة.

اتذكر بعدها بمدة بسيطة، قرأت في مدونة إحسان عن وصفة خبز باستخدام البطاطا (وليست البطاطس)، وتجاهلتها لكني ما نسيت الوصفة ابدا، وحاولت الان اجد طريقتها لكني لم اجدها – متأكدة كانت احسان – وهذه العودة جعلتني اتفقد مدونتها مجددا،لا أعرف لماذا توقفت احسان عن الكتابة لكن بعض مقالتها ممتعة ومؤثرة، أعتقد لا أزال حتى بعد كل هذه المدة متأثر بـ مقالتها ( عن جدّتي، أوّل النّسويات ) لم يستعرض أحد أبدا الجانب الإيجابي مثلما استعرضته احسان في مقالتها.

وبالعودة للعجين هناك حتما قصصا اضافية للأيام القادمة.


هذه التدوينة هي جزء من سلسلة #تحديـرديف اليوم الرابع عشر.

اترك رد