أرشيف التصنيف: مسلسلات

لماذا الدراما الكورية مختلفة؟!

هل شاهدت الدراما الكورية من قبل؟!

حسنا على ما يبدو تأخرت كثيرا حتى شاهدت المسلسل الكوري الأول، لم يحدث هذا الان بل قبل ثلاث سنوات تقريبا.

بعد تخرجي من الثانوية لم أُقبل في الجامعة مباشرة، تأخرت عدة سنوات، وفي هذه الأثناء انضممت لمعهد تعليم شرعي، وأتذكر في يوم ما تحدثت الأستاذة عن (البلاء الجديد الذي يواجه الجيل الحالي) في مشاهدة مسلسلات الدراما الشرق آسيوية، وعلقت -بما اجتهدت به من التفكير- أنها تفضل أن يشاهد الشباب مسلسلات لأهل النصارى على أن يشاهدوا دراما لملحدين، ولقد تأثرت بهذه الفكرة كثيرا.

و مع أنني أشاهد مسلسلات أمريكية كثيرة و أعرف أن فيها من الأفكار والمشاهد ما يخجل الإنسان من ذكره ( وهذا أكثر جزء أعاني منه، عندما أشاهد مسلسل جميل جدا لكن بسبب المشاهد واللقطات البائسة أُحرج من مشاركة اسمه مع آخرين).

حسنا ماذا حدث لاحقا؟!
مررت بتجربة حياتية مزعجة، و بعد عدة سنوات من المحاولة حملت بطفلتي الأولى ثم فقدتها في نصف فترة الحمل، لذلك كانت فترة النفاس موحشة، وأردت أن أخرج عن المألوف وأغرق في مشاهدة شيئ ما مختلف.

في البداية اخترت أفلام هاري بوتر- كانت أمنيتي إعادة مشاهدة جميع الأجزاء دُفعة واحدة- لكن بعد أول ربع ساعة من الجزء الأول شعرت أن الفلم (طفولي جدا) وتساءلت كيف ألحت تلك الفكرة البديعة لمدة طويلة، لكن صدقا لم استطع إكماله و توقفت عن المشاهدة فورا بكل اقتناع.

ثم شاهدت ثريد لفتاة ما على تويتر -لا أعرفها حتى- جمعت فيه عناوين لـ أروع الدراما الكورية التي شاهدتها، فقلت لنفسي لم لا؟! وشاهدت حينها مسلسلي الأول Crash Landing on You.

قال لي أخي الصغير أنه مبتذل (رومانسية أطفال)، لكنني وجدته مختلفا عن القصص التي أعرفها، و انبهرت جدا من الدراما و التفاصيل المختلفة لطبيعة الحياة، حسنا كان هناك بعض الافكار الخيالية لكن كان من الممتع حقا متابعته.

ثم بعدها بفترة شاهدت 18 Again، ولم يقل روعة عن سابقه، وهو أكثر واقعية وجمالا من سابقته -بنظري-و لم يخلو من لمسة خيالية، لكن الحوار والهدف من القصة مشوق جدا، و هدف القصة يقول: “قد نتفق أو نختلف، لكن حياتنا لن تكون حلوة بدون مرارة إلى الأبد، حتى لو عرفنا قيمة بعضنا جيدا فسنستمر بالاختلاف”.

و لقد تساءلت بعد مشاهدتي لهذا المسلسل تحديدا، لماذا لا توجد لدينا دراما خليجية بنفس الفكرة أكثر واقعية لتفاصيل الحياة اليومية بدون ملل، يوميات عائلة، قصص مشوقة وممتعة بدلا من الأفكار المكررة أو المبالغة التي تُعرض لنا!!

ثم شاهدت بعدها The King’s Affection، قصة من الزمن القديم في كوريا الجنوبية.

و ما اكتشفته بعد متابعتي لهذه الثلاثية أنني تسرعت بالحكم بدون علم على هذه الدراما، فطبيعة حياتهم أكثر احتراما من غيرهم، بالطبع لديهم معتقدات دينية مختلفة، لكن مما رأيت فالعلاقة مثلا بين الرجال والنساء أكثر احتراما من غيرهم، وتقريبا تنعدم المشاهد الغير لائقة ناهيك عن وجود أجناس ثالثة أو الايحاء لها،

من الذي فرض الابتذال في مشاهد المسلسلات ليصبح المسلسل ناجحا؟!
أبدا، جميع المسلسلات التي شاهدتها كانت قصصهم مشوقة للحد الذي جعلني أغرق معهم، وأشاهد الحلقة بعد الحلقة.

و هذا الاسبوع انتهيت من مشاهدة مسلسل My Mister، المسلسل كان رائعا، وتصاعد الأحداث كان على رتبة واحدة من الحماس، كنت قلقة أثناء المشاهدة أن تكون النهاية حزينة -لأنني أريد أن مشاهدة شيء مبهج- لكنها كانت سعيدة ومرضية، كانت القصة تقول: ” العيش بسعادة و رقي هو اختيار شخصي أنت قادر على اتخاذه”.

وأخيرا أنا بصدد متابعة Reply 1988، لكن أرغب بفاصل قصير قبل أن أبدأ بمشاهدته.

و كـ تلخيص سريع:

  • إيجابيا تمتلك المسلسلات الكورية -و بخاصة الشهيرة منها- سيناريو وقصة مشوقة حقا، التفاصيل ممتعة (في المشاهد والتصوير و حتى في الأحداث) . بدون مشاهد غير لائقة (ممكن حته سريعة جدا لا تفسد متعة المشاهدة) – بالطبع ليس كل مسلسل هو مسلسل ناجح، لكن محاولة تتبع المقترحات هو بداية جيدة إذا أحببت-.
  • وسلبيا مع الاسف الحلقة الواحد عادة ما تكون من ساعتين الى ساعة ونصف، و ما أحتاجه هو مسلسل من نصف ساعة 🙃

هل لكم تجارب أخرى؟! شاركوني..
أريد أن أضيف لقائمتي بعض أسماء الدراما (الممتعة) فقط.

The Bear Series

المسلسل جميل ولطيف جدا، قضيت بعض الليالي في الفترة السابقة في مشاهدته.

يتحدث المسلسل عن عودة الشاب الطباخ (الشيف) الفنان اللي يعمل في مطاعم عالمية للعمل في إدارة مطعم العائلة اللي يبيع الشطائر.

يتحدث المسلسل عن أخوين طباخين (شيفز)، واحد منهم كان عنده مطعم يقدم مأكولات سريعة -عادية- وواحد طور نفسه الى أن اصبح شيف مشهور له مطعم راقي جدا وكتب كتاب فنان وحاز على جوائز. الأخ الكبير يتوفى، ويضطر الأخ الصغير يمارس دور أخوه في المطعم المتواضع.

أغلب مشاهد المسلسل تنقل الضغط النفسي اللي يعيشه الطباخين لتجهيز الوجبات، التقطيع، السلق، الهرس، والشوي، واعداد الحلويات. كيف أي تطوير بسيط على المطعم يأثر على كل الأشخاص الموجودين، كيف نختار المنيو اللي راح نقدمه ونعرضه، كيف نتعامل مع أنواع الزبائن المختلفين.

معلومات عامة عن المسلسل

  • اسم المسلسل: The Bear.
  • تقييمه على IMDP: 8.4.
  • نوع الفلم: كوميدي، دراما.
  • عدد الحلقات: 8 حلقات.
  • مدة الحلقة الواحدة: نصف دقيقة تقريبا.

في بداية المسلسل وفي أول حلقتين تقريبا كان مو واضح ماهية القصة أو ماهو الهدف العام من الأحداث، لكن مع الوقت تبدأ التفاصيل في الوضوح، المسلسل يتحدث عن شخصية رئيسية واحدة، لكن أثناء العرض يبدأ في اضافة قصص وخلفيات الآخرين (الطباخين) عن حياتهم والصعوبات اللي بداخلهم، وهذا حقيقة لأننا لما نشاهد المسلسل نعتقد انه البطل لوحده يعاني، لكن الحقيقة كل شخص موجود في مكان ما له ضغوطاته والصعوبات اللي مر عليها والتزاماته وأحلامه، من المؤسف انه المخرج يوضح أن الجميع في المسلسل كان يستخدم حبوب القلق والاكتئاب نتيجة للحياة الصعبة اللي يعيشوها والضغط اللي يلزم كل شخص يظهر أفضل ماعنده.

بعض المشاهد كانت مثالية، ومثالية لأنها تشوف النقص اللي بداخلنا -تعكس كيف ننظر للاخر على عكس الحقيقة-، واحد من الممثلين شديد التهكم والتدخين ويغضب بسرعة، هذا هو الحكم الاول اللي تعتقده عنه، ولاحقا نكتشف انه مجرد رجل طائش لا اقل ولا اكثر.

افكر منذ ان انتهيت أن هناك الكثيرمن التفاصيل في المسلسل، كيف التصوير والاخراج والسيناريو وضع كل هذه الاحساسيس في مجرد نص ساعة كل يوم، نصف ساعة أتوقع أحداث متتالية فقط، لكن السيناريو كان بطل بطل.

https://www.pinterest.com/pin/324681454398825665/

المسلسل وجدت ترشيحه مصادفة من توصيات نشرة ثمانية، وهذا الشيء الجديد اللي اكتشفته، اذا ترغب في إيجاد توصية معتبرة لفيلم او تقرأ كتاب مميز، تأكد عن مين تأخذ التوصية، النصائح العشوائية في توتير انستقرام وحتى على يوتيوب اثبتت فشلها، مرة تضبط ومعظم الأوقات تفشل. مع إني ما اعرف شخصية مقترح المسلسل، بس متأكدة انه اختياره لن يكون عشوائي، ولا تافه.


هذه التدوينة هي جزء من سلسلة #تحديـرديف اليوم التاسع عشر.