هل تجعلنا الكتابة أكثر تخففا وأقل ضغطا، أم أنها تزيد من ضغوطنا!؟ هذا ما أفكر فيه منذ ان ان كتبت تدوينة البارحة.
مع انني أتجاوز -بالعادة- شعور الاحباط والتوتر(بسبب أو بدون سبب)، إلا أنني منذ البارحة غارقة في دوامة من الحزن اجهل سببها. لقد كتبت بكثير من التوتر ، مسحت العديد من “Blocks” ومع ذلك لم اكن راضية تماما عن النتيجة، كانت الأفكار مبعثرة قليلا.
اقول لنفسي،لقد كانت الفكرة بسيطة فلماذا اصبحت صعبة وأنا أكتبها!؟ وتنبهت إلى أنني بدأت بعدِّ الكلمات مجددا مثلما كنت أفعل في بداية التدوين!؟ أنا التي أصبحت أكتب بلا تفكير وأتجاوز أرقامي القياسية مرة بعد مرة، عدت مجددا لأتأكد أنني كتبت حدي الادنى من الكلمات.
من الجيد انني الان في نهاية تحدي التدوين، افترض لو كنت في البداية لربما استسلمت بضمير مرتاح وخرجت بدون أن أواجه تلك الأفكار المشتتة.
وأخيرا بالليل حاولت أن أتناسى، قلت لنفسي لا بأس ليست كل نصوصنا مثالية ربما كان يجب علي أن انتظر قليلا لتنضج الفكرة قبل ان أعتمدها، لذلك تسامحت مع نفسي ونمت بضمير مرتاح..
في الصباح بدأت بتفقد صندوق بريدي الالكتروني، ووجدت -وبالمصادفة- تدوينة من ثمانية يتحدث الكاتب فيها عن حلقة عمّار العمار ، لكن بقلم رشيق واسلوب ممتع ومشوق*. وبالطبع ما تصالحت به مع نفسي بالليل طفى مجددا بالصباح وأظهر نفسه وسمعت من يصرخ من بعيد “اسلوبك الأدبي واللغوي ضعيف”!
وأنا أعرف، وبمقدار معرفتي بضعفي إلا أن الوسيلة الوحيدة للتطور والتحسن هي باستمرار القراءة والكتابة، لا حلول مختصرة -حسب بحثي عالاقل- إلا باستمرار الكتابة.
بينما انا أستمع خلال هذه الفترة لبودكاست العلاقات في فنجان يقول ياسر الحزيمي، أن بداية أي مرحلة للانسان هي بداية بجهل (وضعه فيها جاهل) وهذا أمر طبيعي، لكن الانسان كلما ازداد معرفة كلما ظهر/بان له “جهله” المشكلة أننا جميعا بحاجة لهذا الجهل في البداية، هكذا هي طبيعة الاشياء، هناك يوم أول لك في السواقة مثلا ستتذكره لاحقا وتضحك على المواقف التي قمت بها، ويوم أول لك في الجامعة، تتذكر كيف بدأت الدراسة وأنت -لاحقا- ستسخر من شخصك البريء عندما دخل اول مرة لهذا الصرح، وهكذا هناك فترة أولى للتدوين أيضا.
بينما لا أزال ربما في هذا المود المظلم، قمت ببحث سريع لأعرف كيف اتعامل مع هذه المشاعر المؤقتة إلى أن تزول، و هنا بعض الأُفكار التي جربتها أو قرأت عنها:
- ذكر الله، والقرآن هم أسلحتي الأولى.
- معرفة السبب أولا، أحيانا قد تكون الضغوط، الاحساس بالفشل، مشاكل خاصة وهكذا.
- تذكير نفسي بحقيقة الحياة، وأنها على رتب مختلفة، أيام جيدة وأخرى سيئة هذا طبيعي.
- الكتابة – وها أنا أشعر ببعض التخفف-.
- ممارسة الرياضة، المشي في الجو اللطيف.
- الابتعاد عن وسائل التواصل بكل أنواعها، ومحاولة ممارسة هواية، قراءة كتاب ورقي طويل، مشاهدة فيلم، ايمهم ابقاء الذهن مشغول لفترة طويلة مؤقتا.
أتمنى أن تكون أيامكم لطيفة.
*و أنا أيضا تحدثت عن نفس الحلقة من قبل في تدوينة.
هذه التدوينة هي جزء من سلسلة #تحدي_رديف للتدوين اليومي ٣٤.