لا أعرف السبب، لكن هذا العام بدأ الناس بالعد التنازلي لنهاية العام الميلادي سريعا منذ الرقم ١٠٠ (أي قبل نهاية العام بـ ١٠٠ يوم) ثم استمريت بمشاهدة تذكيرات بقرب نهاية العام بشكل مستمر، تبقى ٩٠ يوما، تبقى ٦٠ يوما، وقرأت قبل أيام أنه تبقى ٤٠ يوما على نهاية العام.
مع أنني قلت لنفسي أنني لن أبالي، لكن تجبرك التطبيقات على مشاهدة مختصر لرحلتك خلال العام (مثلما يفعل يوتيوب وقد بدأ بالفعل) و أتذكر قائمة القراءة للكتب التي أريد قراءتها في جودريدز. لكن لا يهم.
ما يهمني حقا وأحبه في نهاية العام بشكل خاص، هي تلك النصائح والمقالات التي تتحدث عن التخطيط والتفكير ووضع الخطط.
في كل مرة أفكر “أنا مكتفية” أقرأ بعض النصائح الجديدة التي تعجبني. أقول لنفسي ربما هي ليست جديدة تماما، لكن أتت في سياق مختلف يناسب المرحلة الحالية، لذلك كان تأثيرها إيجابي على نفسي، وهذا احتمال وارد فعلا.
في نهاية العام قررت أنني أريد تجربة مختلفة، تجربة خارجة عن المألوف وفي نطاق امكانياتي، واخترت الرسم بالألوان المائية.
لماذا الألوان المائية غير مألوفة لي؟!
لأنها تجربة مختلفة تماما لم أجربها ولم أفكر فيها من قبل أبدا، وأنا أساسا لا أعرف الرسم (غير التجارب المحدودة أيام المدرسة) ما أقصده أنني لا أمتلك موهبة في الرسم ولا حتى بوادر موهبة، ومع ذلك أعتقد أن التعامل مع الألوان بجميع أشكالها هو مجال يسع الجميع (الموهوبون وغيرهم). واخترت الألوان المائية لأنني وجدت فيها متعة عندما أنظر إليها (كان من المهم أن أمتلك هواية بعيدة عن الأجهزة).
بالطبع كان رأي ووجهة نظري بسيطة تتماشى مع محدودية معرفتي حول الألوان، إذ أنني في الأيام اللاحقة اكتشفت الفروق بين باقي الألوان التي تستخدم الفرشة (الزيتية، الاكريلك، الجواش)، ولازلت متمسكة برأي في البدء بالألوان المائية.
بصراحة حصل بعض التذبذب بينما كنت أشاهد ألوان الماركر (حقيقي شكلها كان ملفت ويزيد الحماس) لذلك اقتنيت مجموعة كبيرة و رخيصة من أمازون (وتشجعت بعدما شاهدت ريفيو إيجابية عنها في يوتيوب).
هذه مقدمة بسيطة، لنهاية السنة، إذ أنوي التدوين مشكل مستمر بواقع تدوينة واحدة كل يومين، تبدو هذه الفكرة لطيفة بنظري، إذ أن المسافة بين الأيام ليست بعيدة لأنسى ولا ضيقة فأشعر بالضغط.
أعتقد كل مدون بإمكانه أن يتفهم تماما إشكالية أنك تحب التدوين لكنك لا تدون كثيرا -لأسباب غير حقيقة يطول شرحها- لكني متفائلة هذه المرة. ربما، أقول أن ظروفي قد اختلفت وتحسنت وأن أفضل طريقة لاختبارها هي بمباشرة التجربة، فهيا نجرب.