قرأت هذه الكلمات في مقدمة كتاب “الهشاشة النفسية” والذي رأيت عنوانه كثيرا في فترة سابقة، لكنني لم أبدأ بقراءته فعلا إلا عندما وجدته في منزل أخي وحدثتني عنه زوجته، قلبت الصفحات واطلعت على الفهرس وبعض العبارات من هنا وهناك، ولفت انتباهي.
أعتقدت في البداية أن عبارة “هشاشة نفسية” مستهلكة جدا اقرأها في كل مكان، لكن الكاتب “وضع يده على الجرح” -مثل ما يقولون- ووجدت بعض أجوبة لأسئلة كانت تشغل بالي، هذا بالاضافة لسهولة النص ومناسبتها لدولنا العربية (لأنه نص أصلي غير مترجم).
لم أنتهي من الكتاب بعد، لكنها مقدمة بسيطة عما يجول في خاطري هذه الأيام، أرتب أولوياتي وأعيد الحسابات، في هذه الأيام بدأ طفلي الصغير يستيقظ بشكل أقل للرضاعة، لذلك وأخيرا أصبحت أجد لنفسي متسعا من الوقت بعد نومهم.
في تدوينة سابقة كتبت دليلة اعتذارها للكتابة، فهي قد تجد وقتا للكتابة فلماذا لا تكتب! أقول أنا وحسب تجربتي البسيطة، عندما تكتب فأنت تريد أن تقول شيئا وتنقل تجربة ما، في الأيام الأولى بعد انجابي لطفلي (سواء الأول أو الثاني) كنت منشغلة جدا به وأفكاري كلها تدور في فلك هذا الكائن الصغير. ضغط الكتابة كبير لكن لا مفر من قول الحقيقة “شعرت دائما أن رأسي فارغ وأنني بلا أفكار حقيقة للمشاركة” كل أفكاري كانت تدور حول اطفالي وادارة المنزل وإدارة مشاعري وتوجيها.
شاهدت ويلز قبل فترة في انستقرام لأم تقول ” طفلك الأول يُظهر صدمات طفولتك ويُلزمك بالتفكير في شخصك، أما الطفل الثاني تكون تجربة التعامل معه أسهل” ضحكت في داخلي وأنا أفكر هل يُعقل أن كل الأمهات مروا بنفس التجربة التي مررت بها؟!! لا أعرف.
لذلك لو كنت كتبت فإن كل ما سأكتبه سيتمحور حول ذاتي والنزاعات التي شعرت بها، ولم يكن هدفي حينها أن تكون مساحة المدونة للفضفضة، هناك فضفضة إيجابية أو فعالة وهناك مساحة ستندم مستقبلا حينما تقرأها. لذلك توقفت تقريبا ونشرت أقل القليل وبكثير من الحذر.
والآن بعد أن كبر الطفلين، أشعر كما لو أنني أصبحت أكثر تعقلا، وأكثر انفتاحا، أصبح لدي بعض التجارب للكتابة حولها، وأشعر كما لو أنني ولدت من جديد وأنني تغيرت وتطورت، نعم إنها الأمومة يا سادة 🙃.
وفي محاولة لتهدئة مشاعر التعب بداخلي أتت عبارة ابن القيم بالراحة في نفسي، فعرفت أن ما أشعر به من التعب والارهاق مع الأطفال هو جزء عادي وطبيعي في حياتي، وأنه إن لم يكن تعب الأطفال فهو حتما تعب آخر، هكذا هي الحياة.