الأمومة تجعلك قوية!

انتهى اليوم على خير بفضل الله، هذا ما أشعر به في نهاية كل ليلة عندما ينام صغاري وأبقى أنا.

أذكر نفسي، تجبرنا الأمومة على أن نصبح أقوياء، فالأمومة لا تعطيك الفرصة للكسل والاستسلام. إذا تعبت يوما وانهرت ليلة، او حتى اكتأبت شهرا، أعرف يقينا أن علي أن أقوم مجددا بكل قوة وأواجه ما أتعبني وأرهقني، لذلك كل الأمهات أقوياء بلا شك.

حتى الأبوة ليست سهله، وبالطبع هذا لا يعني أن من لا يمتلك طفلا في حياته هو أقل ضعفا وشدة.

لكن تلك القوة تكتسبها بكثرة اختلاطك بالناس والتجارب، ربما الدراسه والشعور بالضغط وانجاز الواجبات، لكن في تلك المتاهة إذا تعبت بإمكانك الانسحاب (لايزال خيار الانسحاب موجودا) أما في الامومة فلا.

إذا انهرت في ليلة علي أن اصبح اقوى في اليوم التالي.

في هذه الفترة اللطيفة من حياتي مشغولة جدا مع أطفالي، للحد الذي لا أجد لنفسي متنفسا، ولأن فرق العمر بينهم مختلف فمن الصعب ان أوفق بين مواعيد نومهم وبالتالي ينام طفلي الكبير اولا وبعد ٤ ساعات تقريبا ينام الصغير وحينها أكون استنفذت آخر قطرة من طاقتي، حتى الكتابة تبدو لي عملا صعبا الان ، وأفكر إلى متى!؟

اعرف انها فترة وتمضي، لكنني اشتاق لمساحتي الخاصة، عندما أفكر في مساحتي الخاصه يأتي عقلي ويصيح (إذا كان عندك وقت وطاقة فلتكن للترتيب والتنظيف و غيرها).

حتى الكتابة، اقول لصديقتي انني لا اعرف كيف اكتب لان الكتابة تحتاج إلى مدخلات، القراءة في كتاب او الاستماع لبودكاست فهي تحرك التفكير ..

حسنا ماذا الان ، استمع لحلقتا بودكاست في نفس الوقت ، حلقتان من حلقات فنجان (وهي مشوقة) .

اما القراءة فلم استأنفها بعد.

~~~~

في الأسبوع الماضي، انشغلت في آخر الليل ببضع دقائق افكك فيها عقد خيوط التطريز (بعد ان وقعت علبة الخيوط بيد الصغير وتسلى بها لبعض الوقت)

لقد كانت عملية تفكيك الخيوط وإعادة كل لون لمكانه الأصلي هي عملية مهدأه لأعصابي، وبقيت أفكر إذا لم اجد الشغف في التطريز نفسه و لكنني احب تتبع الخيط لانقاذه من كل تلك العقد، فما هو الشغف الحقيقي او القريب لقلبي!؟ لا اعرف.

ان ايجاد مساحة جديدة للتجربة هو هدفي القادم، اعرف انني قلت لنفسي هذا كثيرا، لكن لا مشكلة من اعادة المحاولة.

ان اعادة المحاولة هي عادة كل الأمهات، في صباح كل يوم نحن ننوي ان هذا اليوم افضل من سابقه، لذلك قد اجد الهواية الشغف باستمرار المحاولة في البحث عنها وتجربة مختلف الهوايات.

واحدة من المهارات التي تحرك قلبي هي العجن أو الخبز، من شدة مشاهدة مقاطع المخبوزات اعتقدت نني موهوبة، لكنها موهبة بالنظر، قد تتساءل ما يمنعني!؟

حسنا تجاربي مع العجين لم تكن موفقة بالفترة الأخيرة أبدا، لأنني إذا عجنت عجينتي علي أن أجعلها تختمر لوقت محدد(ستفشل العجينة إذا اختمرت اقل/اكثر من الوقت المحدد) وبعد التخمير ستحتاج لوقت للتشكيل، ومع الصغار تبدو هذه مغامرة تستهلك طاقتي وقلقي وتوتري، ولقد جربت فعلا من قبل، والنتيجة اما طبق سريع جدا(مثل فرد العجينة في صينية كبيرة لإعداد بيتزا مثلا) او ان تختمر العجينة لمدة اطول وتؤثر على طعم العجين.

ناهيك عن الفشل او عدم النجاح في اعداد عجين متماسك بشكل جيد، احيانا أسعى في جعلها طريه وهشه لذلك أجعلها طرية جدا للحد الذي يجعلها تسيح أثناء التخمير الثاني( مثلا خلية النحل لم تكن بجانب بعضها البعض بشكل مناسب، وبدلا من ان تكون العجين في هيئة مدورة اصبحت مسطحة -زيادة الرطوبة في العجين-) ومع ان هدفي كان الطراوة إلا ان النتيجة كانت مزعجة جدا.

مزعجة بالنسبة لما اعتقده عن نفسي، وهذا ذكرني بالمدرسة عندما نذاكر الرياضيات نظريا ويكون منطقيا وبمحرد حل مسألة واحده يبدأ الارتباك واضحا لقليل الممارسه، فمع انني اشاهد الكثير إلا ان ممارستي قليله كما يبدو حتى مع محاولة تثقيف نفسي.

اقول بأنني سأعود، لكنني لا اعرف التوقيت، هذه الفترة هي الفترة الحرجة التي تطلبني ان انام بجانب أطفالي عند نومهم واستيقظ مع استيقاظهم، عندما يبدا الصغير بالمشي وتكثر حركته ربما يكون نومه اكثر عمقا وغفواته اقل، وهذا يعني نوما مرتبا بالليل -ان شاء الله- وحينها سأجد لنفسي تلك الساعات البسيطة التي من الممكن ان اخطط لها.

ربما

مع انني اقول لا للأماني وهيّا للعمل، لكن قد اختار هواية بإمكاني ممارستها بسهولة وسط الصغار الان.

اتمنى يومكم جميل ونهاركم طيب، تدوينة سريعة مما في القلب 🌸

اترك رد