كنت أتصفح كورا بحثا عن سؤال مناسب حتى يتسنى لي الاجابة عنه – والذي يبدو لي أنها ليست مهمة سهلة كما اعتقدت- عندما ظهر لي سؤال شخص ما يسأل حول اين يجب عليه أن يعيش:
وهذا ذكرني ب قصة تلك السيدة – التي قرأت قصتها عبر مجموعة العائلة في واتساب- المهم كانت تلك السيدة المهمومة تعيش في البادية منذ زمن بعيد، تستيقظ الصباح و تبدأ بجمع الحطب لطبخ الطعام، و بعد مضي فترة زمنية، بدأت أعداد الناس تزيد، والحطب الموجود أصبحت أعداده قليلة و يصعب إيجاده، فظهرت علامات الغم والهم على ملامح تلك العجوز، لأنها كانت تشعر بالشفقة إتجاه أبنائها وذريتها من بعدها، كيف سيشعلون النار!؟
و يا ليت تلك المسكينة عرفت أن ذريتها هم الذين ينظرون لها بنظرة الشفقة والألم!! فنحن -بحمدالله- نطبخ باستخدام الغاز والكهرباء أيضا.
أتمنى -أكثر من ذلك الشخص الذي سأل السؤال- لو تتاح لي الفرصة للنظر للمستقبل بعد ٢٠ أو ٣٠ سنة من الان، نظرة واحدة فاحصة فقط لأعرف كيف سيكون شكل العالم، من هي البلاد القوية؟ الغنية و الأكثر علما؟ أين هي الفقيرة؟ و ما هي العملة القوية؟ كيف ستكون شكل الحياة؟ و ما هي الوظائف المتاحة؟ هل الذكاء الصناعي سيكون سيد المشهد! أم ستكون تقنياته قديمة وهناك أشياء مذهلة قادمة.
ربما نحن في اخر الزمان، وبعد ٢٠ سنة لن يكون أي شئ موجود!؟
أريد/تريد أنت أن يطمئننا أحدٌ ما، أن يُخبرك ” كل الأمور ستكون بخير فقط أعبر من هذا الاتجاه” لكن هذا محال عليك المُضي قدمًا في المجهول، عليك أن تتبنى خطة واحدة لتسير عليها، وعدة خطط احتياطية لأن الأحداث ليست واضحة تماما.
أؤمن في النهاية أن الدعاء هو السبيل الوحيد للنجاة، الدعاء بحياة أفضل وعيشة هنية و أمانًا وقربًا من الرحمن، لا اعرف ما هو الأفضل لكن التسليم لله في كل اختياراتنا (مع التزام الدعاء والبعد عن المعاصي وفعل المعروف) يقينا بإذن الله شرور الدنيا والاخرة.
ثم التخطيط لما هو مناسب ، ووضع بدائل للخط الموجودة ( لايهم أن تكون خططك مدروسة أو مكتوبة، بل لديك تخيل ذهني عن شكل الحياة التي أنت ذاهب لها) ثم استمرار التعلم وعدم التوقف، تعلم التقنيات الجديدة و تعلم اللغات و تعلم المهارات الناعمة كلها مهارات مهمة وضرورية.
هذه هي أسلحتي المضمونة – في نظري- التي أحملها معي ضد المجهول. لا ضمانات لـنجاح ما أخطط له خلال ٢٠ عاما، علينا فقط أن نسعى بأمل حتى لا نكون مثل سيدة الحطب نحمّل أنفسنا أفكارا خيالية(تخيلتها لكنها لم تحدث أبدا) و رزقنا عند الله.
ملاحظة: كان على سؤال كورا أن يُجاب في كورا، لا أعرف ماذا حدث ووجدت نفسي أنسخ الرابط هنا وأبدأ في الكتابة !!