لماذا بدأت التدوين هنا حقا؟! تختلط مشاعري عندما أتوقف عن التدوين ثم أشاهد مدونات الاخرين، لذلك استمر بسؤال نفسي: ما كان هدفي أساسا؟
أحب التدوين، لكنني لم أحب مدونتي كما أريد أبدا، ليس لأن بها مشكلة محددة أو شكلها لا يعجبني -وهذا حقيقي- لكنني كتبت الكثير من “المقالات لتجاوز حبسة الكاتب” أكتبها فقط لأجل الروتين وحتى لا أفقد شغفي أو اهتمامي، أكتبها بهدف ممارسة الكتابة لأن الممارسة اليومية أهم من الهدف -على ما يقال-.
مالذي حدث؟ ضغطت دائما على زر النشر حتى إذا لم أكن واثقة تماما مما أنشر، لكنني نشرت على كل حال، ثم لاحقا فقدت المتعة في التدوين، فكل تدوينة تقول” أنا ليست هي” “أنا ليست هي”، إذا ما هو شكل التدونية التي كنت أريد؟ لذلك فكرت في إنهاء هذه المدونة و أن ابدأ بواحدة جديدة!!- مع انني أساسا هنا مع عدد متابعين قليل-
أفكر بهذا، بينما أتذكر اللحظة الأولى التي وقعت فيها في حب الكتابة وشعرت انني حقا “كاتبة”، كان هذا بعد تخرجي من الثانوية، وقبل انضمامي للجامعة ، الفترة الضبابية التي عشتها في تلك الفترة، في صباحات الايام عندما كنت وحيدة بغرفتي (وأخوتي في مدارسهم) مع كوب قهوة وأكتب، شعرت بانني مستغرقة في نصي وشعرت بشيء يشبه القشعريرة ربما، احساس جميل وممتع يقول هذا مكانك حتما. ومن ذلك الحين قررت أنني “كاتبة” حتى لو أنني لم أكتب كثيرا .
عدت البارحة لذلك النص المنشور عبر الفيس بوك، وعندما بحثت عن الصورة والنص في حسابي، وجدتني أنظر لكل تلك الصور والنصوص بحب واشتياق كبير، هناك كان جزء مفضل مني، كنت أصغر سنا أنشر كل ما يعجبني ويثير اهتمامي، لم يكن لدي أي هدف سوا مشاركة ما أحب، لذلك عندما نظرت لتلك المساحة شعرت بالألفة “هذه انا حقا”.
هل هذا هو ما يدعوني لتسجيل الدخول مجددا!
ربما، قرأت قبل ايام مقالة عن التدوين ومنصات التدوين، وشاهدت عبر كلمات الكاتب منصات التدوين والتدوين بالعربية عموما، وقرأت عبرها نصا أعجبني وقررت مع نفسي مجددا ، أريد أن أكتب، على الأقل لي أنا شخصيا.
حسنا لماذا توقفت فعلا؟!
لأنني قبل ١٠ أشهر من الان رُزقت بطفلي الثاني، وأصبح الاعتناء بطفلين بعمر أقل من ٣ سنوات تحدّ حقيقي. لن أكذب وأقول لا أجد لنفسي أي وقت، نعم هذه الايام اصبحت أجد متنفسا قليلا بعد نومهم، لكن ماذا عن المحتوى الذي أنشره!؟ ماهي اهتماما “الأم” التي تجري خلف اطفالها من الصباح للمساء!!
لقد أردت لهذه المساحة أن تكون مساحة شخصية منوعة، الا انني اعرف اذا كتبت حول ما يهمني الان فهذا يعني انها تصبح مدونة أمومية بالدرجة الأولى، وهذا عكس رغبتي بشكل عام.
ومع ذلك استسلم، أريد أن أكتب حول الأمومة وصعوبات المرحلة وكل ما يجول في خاطري من أفكار، حتما أفضل نصوصنا هي ما نواجه به الحياة الان، و لأخفف عن ضغط هذه الايام فان الكتابة حتما الحل المناسب لايجاد الحلول -لامرأة لا تعرف كيف تتكلم كثيرا، لكن تكتب أكثر-.
بالمناسبة عندما عدت لتلك المقالة المميزة عبر فيس بوك و التي احتفظ بها في ذاكرتي، وجدتها بضع سطور وكان حديثا بسيطا جدا ولغة سهلة، لكن حتما ذلك الاحساس الذي بقي معي عظم النص في داخلي.
لذلك قررت أريد أن أكتب، حتى لو كانت كتابتي بسيطة
وأريد لهذه المساحة أن تشهبني ولايهم كم نجمة ستأخذ!