أعرف أنك ربما تنظر لي قارئ العزيز بنظرة تعجب ، إذ أنني لم أكتب بالأساس منذ زمان ليس بالقصير، ومع ذلك فانني استمريت بالكتابة إما في مذكراتي أو عبر رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها لصديقتي باستمرار.
كتبت أيضًا بشكل دوري عبر نشرتي نحلة، حتى فقدت المقدرة على المواصلة -مع أنني حقا وقعت في غرامها كما لم أكن أتخيل- ومع ذلك قد تتفهم موقفي لاحقا -عندما يتم الأمر باذن الله- لكن عندما حاولت تجهيز سلسلة قصيرة من التدوينات إلى أن أتوقف رسميا لفترة من الزمن ساءني ما يحدث في غزة، وشعرت أن ما كتبت بلا قيمة ولا معنى، وبخاصة اليوم قرأت الكثير من التعليقات الجارحة أو الهازئة حول ما يحدث.
نعم الحقيقة أن علينا أن نمضي بأمر الله في حياتنا كما هي في طبيعتها في النهاية، لكنني لا أشعر بمتعة في نشر محتوي يومي أو محتوى متعلق بمشروباتي المفضلة أو ماذا اقرأ الان.. أريد أن أشارك العالم ما أفعله-ربما لن يقرأ هذه التدوينة اكثر من ٢٠ شخصا، ومع ذلك لا استطيع الاحتفاء بالحياة.
من يهتم؟! لا أعرف، كل الذي أردته من العودة للتدوين هو التخفف قليلا من أعباء التفكير والتشتت لفترتي الحالية.. أفكر بشكل جدي جدا أن اقوم بالتخلص من مواقع التواصل الاجتماعي وأن أكتفي بالتدوين ومتابعة المدونات والنشرات. أعتقد هذا كافٍ لوضعي الحالي. دائما ما أقول أنني سأتخذ هذه الخطوة ولا أعرف متى سأخطوا خطوة واثقة نحو هذا القرار.
التخلص من الاحساس بتسارع الزمن هو السبب، القراءة الكاملة لنشرة أو تدوينة يعني أن حياتي أصبحت على رتم ابطأ، أفكر عن الكم الذي قد يفوتني من الأخبار عبر مواقع التواصل!؟ لا يهم ربما.
عزائي من قلبي للمرابطين في فلسطين، أسال الله العظيم أن يفرج كربهم ويرحمهم ويعينهم وينصرهم.
في كل مرة أدخل فيها تويتر أتأكد إن كان أصحاب الحسابات التي تعيش في غزة ترسل أي تنبيهات أو رسائل، في البداية كنت أشعر باطمئنان من وجودهم، لكن الآن أصبحت أشعر بالقلق، فهم يختفون تدريجيا وأوضاعهم من سيء لأسوأ.
ثم تقرأ أخبار العالم من طيارات ترسل، واستعدادات جيوش غربية للغزو، وأخبار انفجارات شمسية، وزلازل تحدث هنا وهناك وتغير في المناخ وتشعر بالرعب، فالعالم بعد ٥ سنين قد يبدو مختلفا عن الان، لكن اين سنهرب من الدنيا؟!
أريد الكتابة يوميا بشكل بسيط إلى أن ينتهي هذا الثقل، أرجو أن تكون نصوصي خفيفة لا يظهر منها الثقل الذي أحمله معي أينما ذهبت.
صحيح ما يحدث من كوارث يجعلنا كمدونين نقلل من أهمية تدويناتنا التي قد لا تُناسب ما تمر به اﻷمة الإسلامية من كوارث وحروب، لكن الحياة تسير رغم ذلك، وكل عام يأتي أصعب من العام الذي سبقه
الشبكات الاجتماعية لها أثر سلبي على مزاج الشخص، مثلاً التعليقات السلبية والساخرة التي قرأتيها نحن -من لا نستخدم الفيسبوك- لا نراها ولا نرى مثل هؤلاء اﻷشخاص ولسنا مجبرين عليهم