كيف لا نتوقف !!

هذا سؤال مؤرق لكل مدون يحاول ان يكون مدونًا مستمرًا ولا يتوقف..

كم عدد المدونات التي تبدأ ثم تتوقف فجأة او تدريجيًا؟! من المؤكد أن عددها كبير.. في الحقيقة علي أن أذكر نفسي دائما بعدد المدونات التي فتحتها أنا شخصيًا ثم توقفت عن الكتابة فيها بدون سبب.. يبدو مشروع الكتابة مشروع سهل وبسيط للعابرين ،لكن وفي الحقيقة هو متعب، ومتعب جدًا. لربما تبدأ كمدون بسيط لكن مع الوقت تكتشف أن ايجاد الوقت والأفكار ليس بالمهمة السهلة، ناهيك عن الأفكار الغريبة التي تتسلل إلى أي كاتب من قبيل 🙁 ماذا أفعل أنا تماما؟! هل أنا على المسار الصحيح ؟! ماذا لو لم أجد متابعين؟! ماذا لو كنت مخطئا وكتبت كلامًا ركيكًا أو معلومات غير دقيقة؟!) إن أفكار أي كاتب هي صوته الداخلي الذي يمنعه/يدعمه للمواصلة ، أتذكر مرة أني كنت أُحدث نفسي: (” مين أنا وماهي خبراتي القيمة اللي أبغى اشاركها للعالم؟!، للأسف ماعندي ومجرد الكتابة لأجل الكتابة هي ذنب ولازم اتوقف”) ونسيت الحقيقة ان الكتابة في النهاية هي صوت داخلي بسيط يساعدني أتعلم وأعلم حتى لو ما كنت خبيرة في أي شيء، وهذا بالضبط اللي اسعى له هنا.. أتعلم وأدون.. أعتقد ما راح يفهمني تماما إلا المدونين الذين لايزالون يحاولون ..هذا الشهر فقط قرأت لشخصين يعاتبان أنفسهم على قلة تدوينهم، وفي كل مرة أحدث نفسي بأن :”هذا هو حديثي لنفسي ايضا”..

بعد رمضان والعيد ،وانتهاء مظاهر العيد والسعادة أعتقدت أن العودة للبدء بالتدوين ستكون اسهل، وسأكون في اقصى مراحل استعداداتي، لكن في الحقيقة ان المسألة لم تكن بهذه السهولة، التعب الذي يخلفه الجري هنا وهناك تمتد آثاره طويلا .. إلى اليوم لم اكتب قائمة مهام مرتبة لأغراض المطبخ * .. اطلب من زوجي ما اتذكره على عجل.. ونطبخ احيانا او نطلب من الخارج واحيانا اخرى “نقضيها خفايف بالموجود بالبيت “حتى حماسي للطبخ مارجع ..اطبخ لان لازم ناكل وجبة مشبعة..

هل اتذمر، لا الحمدالله على الصحة والعافية .. لكن عند نقطة معينة أعرف اني لازم أبدأ، أنا مع القليل من الهدنة، لكن القليل يجب في النهاية ان يحدد بـ نقطة للبدء والمتابعة، تشغلني كثير من الأشياء والأفكار ، أهمها الآن اني أبغى ابدأ بسلسة تدوينات متصلة كنوع من التمرين اليومين على التدوين ، صادف هالفكرة معرفتي بـ تحدي ـ رديف .. تحدي تدوين لمدة ٤٠ يوم ومن ينتهي منه يحصل على اشتراك مجاني في منصة رديف.. وهذا حافز لطيف قد يساعدني..

أفكر في الصور الافتتاحية التي ستطلبها تدويناتي، وأفكر في إملائي إن كان صحيحا، وأفكر في جملي ان كانت كاملة وواضحة، اكتب ثم اعيد قراءتها مرة بعد مرة حتى أتأكد أن فكرتي وصلت كما أريد.. الأفكار في رأسي واضحة لكن بمجرد البدء بالكتابة فإنها تبدو مختصرة وقصيرة، وأفكر أيضا في كيف ” سأنظم يومي” وألتزم، مع طفل صغير في المنزل فإن كلمة روتين شبه مستحيلة، كل يوم لدينا قصة وروتين مختلف..

لذلك قررت وهذا تعهدي** ،وبعد توفيق الله وتيسيره:

  • آولا، أعتقد أن ما كتبه يونس من عماره في تدوينته عن “السخاء الاستراتيجي وأن تصنع المحتوى حتى يفغر الكونُ فاه” معبر بالنسبة لي بمافيه الكفاية، وكان به جوابي حول سؤال ” ماهي الخبرة التي اريد مشاركتها!؟” في الحقيقة القليل من الخبرة تكفي للبدء، الكتابة تساعدني في أن أعرف اين وصلت وأين اريد ان اصل، وتساعد من يحاول على البدء في ان يحاول.. لن أقول سأكتب لنفسي فقط، من يكتب لنفسه فقط ستكفيه مذكراته و “نوتة الجوال” في تدوين أفكاره، لن أُخدع بهذه الفكرة، نحن نكتب لـ نُقرأ أيضا.
  • ثانيا، لما اقول وأفكر ” ماعندي وقت!” علي أن اتذكر اثنين : مها البشر في أحد تدويناتها من فترة طويلة كتبت انهاكانت تدون وتكتب في اي وقت فراغ حتى على جوالها اثناء الرضاعة مثلا او الانتظار – قرأتها في تدوينة وفقدت اسمها، لكني ما نسيت ابدا- وأعتقد هذا حال الامهات عموما، لو اضطرت انها تتفرغ لانجاز كل عمل في وقته ماراح نوصل أبدا، لكنها تحاول وتجرب. لذلك حتى لو كتبت مقتطفات من افكاري خلال اليوم ثم راجعتها لاحقا خلال نصف ساعة قبل النوم ووثقتها راح أكون بخير، أعتقد هذه هي خطتي الآن إلى ان أجد متسعا – وحتى لو كنت اكره الكتابة بالجوال حكمل-.
  • ثالثا، حاليا كنت اتابع كورس ” تعلم كيف تتعلم على كورسيرا” ووصلت مع فيديو لـ بيني الايرلندي صاحب كتاب تعلم اي لغة في ثلاث اشهر – رابط يعرف عن بيني – وقال في المقطع اللي ظهر فيه، هل تعتقد ان اي شخص يبغى يتعلم لغة ثانية فهو عنده الوقت الكافي!! في الحقيقة كلنا مشغولين بأعمالنا وعوائلنا وإلتزامتنا المالية او الاجتماعية او حتى النفسية، احنا نجاهد لنجد الوقت الكافي لممارسة تعلم لغة جديدة… ومثل اي هواية ثانية – غير تعلم اللغات- لابد نجاهد عشان نلاقي الوقت الضائع في ممارسة ما نحب.

وبس .. هذا أنا وهذا تحدي-رديف ١-٤٠

*كتبت القائمة أخيرا، لكن وحيث أن هذه التدوينة كتبتها في أوقات متفرقة طويلة ، فقد حصلت على تحديثات. فضلت أن ابقيها كما هي حتى لا أفقد سلسلة الأفكار ( وإلا لم أكن لأكون قد انتهيت) 🙂 .

** هذا التعهد يخصني، أضعه هنا حتى لا أنساه وأتذكر تماما ما أردت الاستمرار فيه وماهو المحرك الذي دفعني للبدء.

4 تعليقات على “كيف لا نتوقف !!

  1. خالد محمد

    جميل ماكتبتي لامس حياة كثيرين ممن ليس لديهم وقت في خضم زحمة الحياة ،،،استطعتي أن تبدأي واصلي فقد كان محتواك جميل ودافع حماسي للمترددين والمحبطين هكذا يجب أن نباغت أنفسنا في البداية لكي نواصل الاستمرار في العمل شكرًا لطرحك الجميل وبداية موفقه.

    رد

اترك رد