كيف ساعدتني دورة تعلم كيف تتعلم

تقول Barbara Oakley مقدمة دورة “تعلم كيف تتعلم” أنّ مجرد الاستماع لنصيحة احدهم أو رؤية الحل نظريًا لمادة علمية أو معادلة رياضية لا تعني أبدًا حقيقة انك تمارس (التعلم) ، التعلم يحتاج الى الممارسة والتدريب حتى تنشأ الروابط العصبية التي تحفظ الخبرة والفهم الصحيح لأي شيء تتعلمه الآن.

وهذا يذكرني ببرنامج الطبخ الذي كتبت عنه سابقا، وبالرغم من أنني طبقت أطباق محدودة من وصفات الشيف إلا أنّ الكتابة عن كل طبق على حدة أعطاني الفرصة للاحتفاظ بذاكرة أعمق عن البرنامج وأُسلوب الشيف وذوقها، وهذا شيء مختلف عن مجرد المشاهدة .. وأتخيل لو كنت أطبق كل طبق مثلما تقترح هي، فما الخبرة التي سأكتسبها!؟ يعيب الفكرة ان البرنامج هو برنامج شو -عرض- وليس تعليمي.

ربما قمت بذكر هذا الكورس من قبل، لكن أتمنى لو أتمكن من إقناع كل شخص في الحياة بفائدة تعلمه لهذا الكورس ( تعلم كيف تتعلم)، الفهم العميق لكيفية عمل الدماغ واستجابته وتحليله وتكّون الروابط العصبية الجديدة هذا الفهم بحد ذاته مهم ومقنع عن مجرد نصائح للتعلم -بشكل عام-. مثلا، الإنسان العادي يجد احساس بالكراهية للبدء بالمذاكرة ،غالبا كمتعلمة أعاني من صعوبة البدء في تعلم المادة العلمية حتى لو كانت هذه المادة ممتعة وأحبها اساسا، لانه الدماغ يرفض المجهود المبذول للتركيز، يشعر بالألم والمعاناة في فهم واضافة هذه المعلومات الجديدة، لكن -و بمعرفتي بطريقة عمل الدماغ- فأنا أعرف أن الفرق بين الطلاب هو كيفية إدارتهم لهذا الرفض بمحاولة البدء -حتى مع وجود هذا الاحساس بالرفض- واقناع الدماغ أنها مجرد ٥ دقائق فقط، عالأرجح الدماغ راح يستمر باكمال المنهج ويستكمل مرحلة التعلم للوقت المطلوب .

معرفة طبيعة عمل الدماغ تساعدنا لإيجاد الحلول، مثلاً: تقنية البرمودا تعتبر تقنية منقذة ومهمة للاستمرار في التعلم، اقناع العقل انها ٢٥ دقيقه فقط وليست إلى الأبد تساعدني للاحتيال على الدماغ، و بدلاً من تركيزي على إنجاز المهمة أُركز في هذا الفترة الزمنية على الإنجاز..

ومن المفاهيم التي تساعدني الآن- أثناء الكتابة اليومية- هي نصيحة أسدتها سيدة أجرت باربرا معاها مقابلة، تقول الكاتبة – بما اتذكره الان منها- أنها تكتب يوميا بلا انقطاع، لأنها تختار الكتابة فقط في وقت الكتابة بدون تحرير وبدون اي مراجعة فورية للنص، ترا أن التعديل والتنقيح وتصحيح الاخطاء الاملائية لها وقت آخر، بل وتنصح باستخدام برامج تقوم باطفاء الشاشة تماما -اي تصبح الشاشة سوداء- حتى أجبر نفسي على عدم قراءة ما أكتبه، تقول إذا لم تجد البرنامج قم باستخدام قطعة قماش خارجية لتغطية الشاشة!!

حسنا، ربما هاهنا القليل من المبالغة :/ ، لكن هذه النصيحة تجعلني أخصص وقتًا معينًا لكتابة الفكرة ومن ثم الاسترسال في الكتابة إلى أن أنتهي، وبعد الانتهاء أخصص وقتًا آخر لإعادة القراءة ومراجعة النص وتضمين الروابط الضرورية، والتأكد من الأسماء والمصطلحات التي ذكرتها. و هكذا أصبحت الكتابة بالنسبة لي أسهل، الصعوبة الآن هي الكيفية التي أجد فيها فكرة المقالة، بالاضافة إلي الوقت الذي احتاجه للبحث حول الفكرة.

من الأفكار المهمة التي ذكرتها الكاتبة أيضا- لكني بصراحة لم أطبقها بعد- هي أنها ترسم باستخدام ورقة وقلم كل الأفكار التي تريد تضمينها في مقالتها، بشكل سريع ترسم تشجيرات وقوائم مختصرة بالأفكار الرئيسية، لذلك إذا بدأت الكتابة لمقالتها فإنّها تمتلك خيط البداية والنهاية، فتكون الافكار حاضرة.

اذا كنت محظوظًا – وحضرت الكورس- ستتعلم أن العقل يحتاج إلى الوقت ليعالج الأفكار ويطورها ويحسنها، لذلك إذا قمت بمراجعة نصك في وقت آخر غير وقت الكتابة ووجدت أفكارًا إضافية فهي مسألة طبيعية بالنسبة لطريقة عمل الدماغ الذي تطور.

مدة الكورس هي ٤ اسابيع، كل اسبوع يحتوي على جزئين، وكل جزئ يحتاج إلى نصف ساعة لانجازه، في نهاية الاسبوع هناك اختبار (اختيار من متعدد) ومقابلات مع أشخاص يمتلكون مهارات في التعلم والكتابة والحفظ.


أتمنى ان تتاح لي الفرصة لاعادة الدورة مرة ثانية وتلخيصها في مدونتي، لكن وإلى ذلك الوقت بإمكانكم حضورها والاستفادة منها بكل تأكيد.

هذه التدوينة هي ضمن سلسة #تحديـرديف اليوم السابع.

اترك رد