كيف تسرقنا مواقع التواصل!؟

تشغل مواقع التواصل الاجتماعي أغلب أوقاتنا، نحن او الاغلبية العظمى غارقون ننتقل من صفحة لأخرى، أبدأ يومي في الصباح لأتأكد من الجديد والمهم عبر الواتساب، ثم جديد العالم عن طريق تويتر، ولاحقا وخلال اليوم سناب شات وانستقرام، وهناك أيضا التيليقرام و فيس بوك واخيرا وليس آخرًا تيك توك ليزيد انشغالنا ونصبح اكثر انشغالا او -تشتتا-.

يبدو كلامي في الأعلى مكرر جدا، أعرف، لكن هذه هي الطريقة لتشرح الفكرة بشكل عام. أفكر كثيرا بقطع كل وسائل التواصل الاجتماعي -وأفعل هذا أحيانا-، لكن المنطق يقول اذا قطعت كل شي فأنا سأعيش في كوكب آخر وسأفقد تواصلي مع الآخرين، ليس الاخرين أهلي فقط. بل حتى اخبار الناس والعالم الكبير وسأبدو وكأنني أعيش في زنزانة. مثلا تويتر حتما سيخبرك بتوجهات الناس وأفكاهم وترندهم في هذه الفترة. ربما لن أكون شخص فعال عبر تويتر، لكن بالنهاية حتما سأكون قارئة أو باحثة. ماهي كمية الوقت المستقطع في البحث؟! لا أعرف. دعنا نتحدث عن سناب شات، حاولت تقليل اعداد المتابعين، وحصر المتابعات على سيدات يقمن بأمور مهمة وايجابية مثلا طبخ او تنظيم منزل، واستشارات أسرية وتطوير الذات، حاولت دائما ان تكون قائمتي محدودة بهم وابتعد تماما عن حسابات المعلنين للمطاعم او الاعلانات او اي محتوى لا يقوم لي فائدة. لكن حتى المحدودة والمفيدة يعتريها شيئ من التسويق. لماذا أركز على التسويق؟! لأننا أصبحنا نشبه بعضنا البعض ونقلد بعضنا البعض بشكل مجنون، ونشتري مثل بعض.

قبل فترة لاحظت ان ثلاثة من السيدات اللواتي أتابعهم على وشك أن تصبح مطابخهم متشابهة، بنفس الدرجة من الفخامة والألوان والأجهزة ، حتى الاعلانات عن (حساب سناب آخر مبتدئ تتمتع صاحبته بالتصوير الجميل) لم يعد فكرة جميلة، أصبح مكررا وروتيني بشكل قاتل. انا اتفهم ان البحث عن الجمال والسعي للمثالية هو الطبيعي لأن العين تستريح لرؤيته بهذه الطريقة. أعرف، الأمر فقط اننا في مسار لانهائي من الجري خلف الخيارات المعروضة أكثر مما هو مفيد.

ثم سواء أردت ام لم ترد،العين تشتهي والقلب يريد. آتخيل فقط عدد قائمة اجهزة القهوة التي أتمنى أن احضرها للمنزل!! او زوايا القهوة!! أو الأكواب واكسسوارات القهوة!! الأمر أصبح يدار بطريقة مزعجة، وبدأت آتساءل ان كنت أريد فعلا أن أبقى على الموجة أو أن أكون نفسي فقط.

وأخيرا، هل مواقع التواصل هو شر لابد منه!؟ اقوم من فترة لاخرى من التوقف تماما عن التواصل عبر الانترنت، وبالفعل ألمس الفائدة المرجوة، أصبح مرتاحة البال أكثرويرتفع تركيزي في ما حولي لهذه اللحظة، المسألة فقط انني اشعر كما لو انني خارج العالم.


هذه التدوينة هي جزء من سلسة #تحدي_رديف اليوم السادس عشر

اترك رد