في ذاكرة “يوم الجمعة”

From Pinterest

يوم الجمعة هو يوم عيد لكل المسلمين. فضائله كثيرة وهو خير الأيام التي طلعت عليها الشمس، نعرف الجمعة دائما بسننها المميزة عن باقي أيام الاسبوع.

في الجمعة يستحب الاغتسال وقص الاظافر والتطيب، ويستحب الاكثار من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ويستحب قراءة سورة الكهف، وبدلا من صلاة الظهر يصلي المسلمين صلاة الجمعة بعد استماعهم لخطبتي الجمعة.

كلها لمحات دينية أعطت طابع خاص لهذا اليوم العادي (المكون من ٢٤ ساعة عادية) لكنها غير عادية في مضمونها.

ولكل عائلة طقوسها المميزة خلال هذا اليوم، ومنذ أن كنت صغيرة كان يوم الجمعة يومي المميز، وعادة ما يكون له روتين مميز.

وفي ذكر تفاصيل الروتينات المميزة ليوم الجمعة فسؤالي الأبدي اللي أفكر فيه، هل أنتم من فريق الفطور قبل صلاة الجمعة ام الفطور بعده؟! أتمنى سؤالي ما يكون غريب هههه.

أغلب الناس اجازاتهم تبدأ بنهاية يوم الخميس، لذلك من المرجح أن يقضي الخميس في سهرة طويلة ممتعة، لكن ما يحدث في الصباح يندرج تحت أحد الفريقين -السابق ذكرهم- وأعترف إني مع فريق الفطور “بعد الجمعة”، أعترف لاني اشعر أن الفطور في الصباح له سحره الخاص..

كنت أسترجع اليوم كل طقوسنا مع أهلي منذ أن كنت صغيرة، كان يوم الجمعة هو يوم الخروج مع العائلة، إما أن نذهب جميعا بعد صلاة الجمعة لواحدة من المراكز التجارية (مول) نتغدى ثم نقوم بالتسوق في سوبرماركت المول. وأحيانا كنا نذهب لنتغدى في البحر ونبقى هناك إلى غروب الشمس.

كانت واحدة من ألطف الطقوس التي لا أنساها هي محاولة اختصار الوقت بعد الصلاة، لذلك بدلا من أن ينتظر أبي وإخواني خروجنا وخروج سلة التماشي معنا، كنا نختصر الوقت بذهابنا نحن أيضًا مع أبي لحضور صلاة الجمعة، كان طقسا غير مألوف- وأنا أتذكره الآن – لكنه في السابق كان جميلا جدا ومحببا لقلوبنا، نتجهز مع الرجال لحضور الصلاة و نذهب لجامع كبير في طريقنا، ،نستمع لخطبة الجمعة ونصلي معهم ثم ننطلق نحو وجهتنا مباشرة بعد الصلاة.. كانت الفكرة الاساسية هي “نلحق المطعم قبل الزحمة” وبالفعل كنا نصل مبكرًا ونستمتع بالطعام قبل أن يبدأ ازدحام الناس.

وسواء كنا سنحمل طعامنا معنا من المنزل أو نشتريه من الطريق او تناولنا في المطعم ينتهي بنا المطاف في النهاية للبحر الممتع إلى غروب الشمس، مع أن ذروة الازدحام بعد المغرب، لكن هكذا تعودنا، بعد المغرب كان موعد تجمع الرجال في منزلنا وشرب القهوة، ولو صادف وجود مباراة بعد العشاء ربما تأخر الرجال لبعد العشاء لمشاهدتها.

بالنسبة لنا كانت العودة المبكرة فكرة جيدة للاستعداد لليوم الدراسي في اليوم التالي، ترتيب الحقيبة، حل الواجب المتأخر، تجهيز المريول، اعداد العشاء، كلها الان تبدو جميلة لكن حينها كانت كئيبة ومزعجة.

بعدها بفترة من الزمن قرر والدي نظام وروتين جديد، قرر أن يوم الجمعة هو يوم نقضيه مع والده ووالدته (الجد والجدة) ولا خروج بعد اليوم، غضبنا في البداية و افتقدنا متعة الخروج، ومع الوقت اصبح هناك متعة خفية في قضاء الوقت مع الجد والجدة.

اليوم وبعد سنين طويلة، رحلت جدتي، وبقي جدي واجتماع بعد المغرب، بعض الوجوه موجودة وأخرى رحلت، لكن جزء من التذمر الذي شعرنا به اختفى بعد ما كبرنا وعرفنا ان اجتماعنا اليوم نعمة، ودوام الحال من المحال.

كل بيت له طقوس اجتماع او ترفيه أو روتين مختلف.. نختلف في طقوسنا، ونجتمع في امتياز هذا اليوم بيننا. هذا روتين بيت أهلى، أما في بيتي لم أصل بعد للروتين المميز الذي أتمنى أن تتذكره عائلتي دائمًا.

في يوم الجمعة عيد المسلمين، ماهي ذكرياتك المميزة حوله؟


هذه التدوينة هي ضمن سلسة #تحدي_رديف للتدوين اليومي اليوم ٣٨.

تعليقان (2) على “في ذاكرة “يوم الجمعة”

  1. anissa

    الجمعة يوم عيد…فتمييزه على سائر الايام واجب علينا، أتذكر عندما كنت صغيرة كان في هذا اليوم كل افراد العائلة يغتسلون.أما الفطوربعد الإستقاظ من النوم مباشرة، والغداء بعد الصلاة.كان غداء خاص بهذا اليوم ،وأنا مازلت سائرة على هذا الدرب.

    رد

اترك رد