ثرثرة (٤)

في #تحدي_رديف للتدوين خلال ٤٠ يوما، قررت أن أكتب يوميا، وقررت أن أترك مشاعري نحو ما أكتب هي ما تحدد المواضيع التي أكتب عنها، أي قررت الكتابة بلا نمط محدد، أخوض هذا التحدي للمرة الثانية.

في المرة الأولى وضعت لنفسي فكرة او حدود حول ما أرغب في الكتابة عنه تحديدا، قلت سأكتب حول يومياتي وحول الطعام فقط، في اليوم ١٥ من التحدي كنت مستنزفة من الكتابة، تدونية اليوم ١٧ كانت شاقة ومتعبة جدا، شعرت بالإرهاق والعصبية ثم توقفت، شعرت أن هبة الكتابة ليست لي، لكنني لم أتجاوز المسألة.

مجددا هذه المرة قررت أن تكون لي خطة، وخطتي هي أن اكتب بلا توقف بدون شكل واحد محدد، اكتب احيانا عن الطعام ثم مرة عن قراءتي للكتب اوما شاهدته في السينما، ثم عن أشياء لم أتخيل أنها ستكون مقالة اكتبها انا شخصيا. وكل هذا التنوع عنوانه الوحيد هو الاستمرارية -مهما كان-.

ومع أنني لا أزال في منتصف التحدي ، إلا أنني تلمست الفائدة فعلا، ومفتاح الطريق هو “أرغب في الكتابة بمتعة وليس بقلق”! في كل مرة أكون مشغولة واحتار في الموضوع الذي ساكتب عنه ثم اصبح متوترة، اتذكر انتي أريد الكتابة بمتعة ثم استرخي وأحاول الكتابة و أجد منفذا.

اتذكر الان مشاعري بعد انجابي طفلي الاول، عدت للمنزل وانا أشعر بثقل المهمة التي أتعامل معها ولا أستطيع تغييرها ولا الهروب منها، مشاعر الألم والتوتر والارهاق ومحاولة السعي للمثالية، انتشلتني منها عبارة قرأتها في مكان ما “لن يتذكر أطفالك في المستقبل كم كان منزلهم مرتب وطعامهم مثالي، لكن سيتذكرون دائما انهم كبروا في منزل سعيد” وهكذا اتخذت هذه العبارة مفتاح لي في تلك الفترة، اريد أن اكون أمًا سعيدة وأن أرى هذه السعادة منعكسة علي و منزلي، ثم يأتي كل شيء؛ وهكذا كلما شعرت بالاحباط والقلق او العصبية توقفت لأفكر مالسبب، ثم إما أن اطلب بصراحة المساعدة من أحدٍ ما أو اقوم بتغيير روتيني، ثم استسلم لهذا التغيير و أمضي .

وهكذا في المدونة، إذا لم اكن امتلك دفترا بالافكار التي اريد الكتابة عنها، اتذكر أولا أنني كاتبة في مدونة وليس موقع متخصص، وأن افضل فرصة للتجربة هي الان، أريد أن اكتب عن كل شيء شعرت بذرة اهتمام اتجاهه، لا بأس أن تكون تدوينة مرهقة و تدوينة صعبة واخرى بسيطة وهكذا، اعتقد أن المشكلة هنا فقط ان هذا لا يتناسب مع استهداف الفئة المعنية من القراء، لكن اريد ان افعل هذا حقا الآن ثم سيكون هناك وقتا لاحقا للتفكير في اختصاصها.

لا أعتقد أن العرب (وخاصة الأمهات) يستثمرون في مدوناتهم بشكل جيد، أقصد اثناء تجولي في المدونات الاجنبية كان هناك عدد غير بسيط من المدونات اليومية لامهات يدونون بطريقة احترافية، تصفحت تدويناتهم واشعر بحماس لأتعلم واطبق وانقل ما استفيده ويتماشى مع ثقافتنا.

وأخيرا، قبل أن ابدأ بالكتابة في مدونتي، كنت أريد أن أكتب بشكل عام ثم قررت أن أكون كاتبة محتوى، لكن لم أكن أريد أن أكون مثل كتاب المحتوى في تويتر، ليست هذه هي الصورة التي تخيلت نفسي من خلالها، والان مع التدوين اتضحت لي الصورة بشكل أكبر في أنني حتما أريد الكتابة كمدونة، ثم ما اقتضته المصلحة لاحقا فلا بأس من التعلم حينها.

كيف اكتشفت نوعك المفضل من الكتابة؟! وهل تنقلت من نوع لآخر من قبل؟!وماهي نصيحتك لي وللآخرين من الكتاب؟!


هذه التدوينة هي ضمن سلسلة #تحدي_رديف اليوم ٢٤.

4 تعليقات على “ثرثرة (٤)

  1. ريمة

    يروق لي قراءة مقالات مدونتكِ، أحب قراءة أفكار وآراء وتجارب شخصية حيَّة ليست مثالية بل منطقية وغير مُعقدة.

    أود إجابة أسئلتكِ:).
    _ كيف اكتشفت نوعك المفضل من الكتابة؟!
    _ للآن لم أكتشفه؛ أقوم بتجربة أنماط مختلفة في سبيل إيجاد النوع والمُريح لي.

    _ وهل تنقلت من نوع لآخر من قبل؟!
    _ بالتأكيد؛ جرَّبت الجدِّي المُرتب والعفوي المُبعثر، كتبتُ بشكل منطقي عن مواضيع وقضايا عامة وأخرى عن يومياتي وتجاربي ولعلَّ الأخيرة راقت لي أكثر.

    _ وماهي نصيحتك لي وللآخرين من الكتاب؟!
    _ لستُ بمكان يُخوِّلني لكتابة نصائح؛ فأنا ذاتي لازلتُ أحاول وأبحث عن النصائح ولكن..

    1. الاستمرارية:- لا تتوقَّف بسبب الملل واليأس؛ سيرافقك الندم.
    2. التجربة:- جرّب العديد وكل طُرق وأساليب التدوين حتى تجد ضالتك.
    3. القراءة:- إقرأ للكثير من المدونين بين العرب والأجانب؛ ستكتسب مفهوم وقوة بالتدوين.

    رد
  2. طارق ناصر

    اكتشفت نوعي المفضل بالتجربة، لكن لازلت عشوائيا لا ألتزم بنوع معين، ولهذا أنشأت المدونة أصلا.

    أحب التدوينات التي تجيب على سؤال ما، وأحب تدوينات التجارب الشخصية وأيضا التي تتطرق لمواضيع يتحاشى البعض الكتابة عنها.

    الملخص؛ التجربة كفيلة بمعرفة ما يروقك من نوع كتابة.

    نصيحتي هي كما قالت ريمة، الاستمرارية ثم الاستمرارية ثم الاستمرارية.

    رد
    1. Bee Reem كاتب المقالة

      نعم الاستمرارية هي المفتاح.. والتجربة علمتني الكثير، مع اني كتبت في مواضيع متعددة إلا انه نفسي أستمر باكتشاف اساليب عرض جديدة أو افكار ثانية ✨

      رد

اترك رد