فضيلة أن تستمر بالكفاح بلا توقف

كنت أقرأ البارحة مقال طارق الناصر حول اللجوء للشكوى باستمرار، وهذه مشكلة طالت الكثيرين والله، وإذا لم تكن واحدا من “المتشكين” فلربما كان هذا الشخص موجود حولك في أماكن كثيرة، لم أكن متشكية في عادتي، لكنني بصراحة كانت لدي مشاكل دائما حلها ان اجري تغييرا بسيطا في حياتي، لكنني لم افعل، وهكذا اذا سألني اي احد لماذا لا اعمل مثلا فلدي قائمة اسباب منطقية جاهزة بها الكثير من التذمر “يعني باختصار كنت املك قائمة من الافكار السلبية التي اجلد بها نفسي فقط”.

المهم، بالعودة لتدوينة طارق فانني كتبت تعليقا ويبدو أنني لم أنتبه لتسجيل دخولي لحساب ووردبريس، ولكن عموما سأقول مجددا، أن الشخص المتشكي يستنزف من طاقته الكثير ثم يشعر بالارتياح – قليلا- بعد أن يكون قد مرر عدوى هذه المشاعر المؤذية لمن حوله، لكن هذه الخفة (المؤقتة) التي يشعر بها، لا تلبث إلا أن تعود مجددا لتسبب له المزيد من مشاعر الاحباط والألم ولا تنحل مشاكله أبدا..

تعلمت قبل مدة قصيرة، أن أي ألم تشعر به، عليك أن ان تتعامل معه بمقتضى ( هل هو تحت سيطرتي أم لا استطيع تغييره؟! ) إذا كان تحت سيطرتك فلابد من الوقوف للحظة ومناقشة المسألة مع نفسك وتغييرها، أما إذا كانت خارج سيطرتك فعليك أن تستلم وتحاول التعامل مع المتاح حاليا بشكل ايجابي.

لا يعرف المتذمرون من الحياة والمشاكل والهموم – عموما- أن مفتاح تغيير حياتهم الحقيقي هو “الادراك” في أن حياتهم لن تتحسن إلا إذا تحملوا مسؤولية أنفسهم بنسبة ١٠٠٪، لربما لا يعرف أو لا يريد أن يغير من نفسه، فهو سعيد في بقاءه في منطقة راحته، لكنه يؤذيك دائما في الذهاب والإياب بالتذمر.

حسنا اختلطت الأفكار في رأسي الان وأرغب في أن اقول اشياء كثيرة، لكن سأحاول تبسيط الفكرة، كنت اتابع د.نورة الصفيري عبر سناب شات – أخصائية إجتماعية- وكان الكثير يشكرها لأنها كانت نقطة التحول في حياتهم، وكانت تقول ” إذا حضر الطالب، وجد المعلم” يعني أن النصائح والدروس موجودة من حولنا في كل مكان، لكن إذا أدرك الإنسان أن لديه مشكلة واحتاج لحل لها (يعني طالب المعرفة أصبح مستعدا للتعلم) يحضر المعلم فيجد الانسان من يساعده.

أقول هذا لأنني قبل سنة ربما قرأت تدوينة لشخص ما – قابلت مدونته مصادفة لا أتذكر اسمه ولم أضفه في قارئ خلاصاتي- المهم قرر هذا الشخص أن يتعلم البرمجة وقرر التعلم عن طريق مخيم (camp) موجود عالانترنت، لكن ولأول مرة أقابل هذا المجتمع ، اسمه The Oden Project , ومع أنني شاهدت الكثير من المجتمعات التقنية التي تهتم بالبرمجة إلا أن هذا المجتمع كان جديدا تماما علي – مع ان محتواه قديم وليس جديد- المهم قررت حينها أن اتفرغ لنصف ساعة أو ساعة يوميا فقط لأتابع الكورس البرمجي، مهما كان ومهما حدث*.

في مقدمة الكورس، هناك سكشن خاص يتحدث عن الدوافع والعقلية الايجابية ( في مقدمة) تتحدث الصفحة عن المشاكل التي تواجه المطورين وكيف تقوم -كمطور- باجتيازها وكيف تغير عقليتك من العقلية السلبية الى العقلية الإيجابية التي تستمر بالبحث عن الحلول للتعلم (لأن رحلة البرمجة طويلة ومرهقة، ومشكلة البرمجة ليست انها مجرد أكواد تُكتب، بل هناك مفاهيم عن تصميم الحاسوب عليك أن تكون ملم بها، وهناك أنظمة تقنية، وتفاصيل كثيرة أخرى) يعني ليست مجرد تعلم لغة برمجية محددة، لذلك هذه المقدمة تقدم نصائح عن الصعوبات التي تواجه المتعلمين عموما**.

المهم تلك الصفحة كانت هي نقطة التحول في عقليتي، وبالأخص هذه الفديوهات التي لم أستطع أن أنساها أبدا.

قوة الإيمان في معرفتك بقدرتك على التطور
مفتاح النجاح، العزم والجَلَد

وهذه كانت الشرارة، لكن من يتأثر بالشرارة هو من يعرف وضعه ويريد أن يصنع الاختلاف، بعض الناس ليسوا مستعدين ليحسنوا من أنفسهم أو ممن حولهم.

تقول السيدة في الفديو الأول أننا جميعا قادرين على التعلم وعلى التطور، فقط غير تفكيريك (وعقليتك) حول امكانيتك للتعلم وسوف تتعلم أي شيئ تريده.

في الفيديو التالي، تقول السيدة أن عنصر نجاح أي شخص هو الصبر والكفاح (الجلد)، وفي أي مناسبة حضرتها او مدرسة ذهبت إليها لاجراء بحوث حول الاشخاص المتوقع نجاحهم، وجدت دائما ان النجاح ليس حليف الاذكياء الأغنياء، بل المجتهدين فقط، تقول بامكاني ان اتوقعهم من مجرد ملاحظتهم بالنظر، الصبر والكفاح كان سر نجاحهم.

وأخيرا، سواء أردت تغيير وضعك الحالي أم لم ترد التغيير فإنك ستشعر بالألم ( يشعر الانسان بالألم عندما يتعايش مع حياة يومية سيئة ويتذمر طوال الوقت، ويشعر الانسان أيضا بألم إذا حاول الخروج من الفقاعة ليحسن من نفسه) عليك فقط أن تختار الألم الذي تريد أن تتعايش معه.

هل تعرف أشخاصا كان الجلد او الكفاح هو سرهم!؟

*بالطبع لم أكمل مجددا أيضا.

**أجد ان الصفحة مفيدة، والنصائح لا تتعلق بالمبرمجين فقط، بل لكل من يخوض رحلة تعلم/عمل جديدة.


هذه التدوينة هي ضمن سلسة #تحدي_رديف اليوم ٢٩.

اترك رد